تأسست منظمة MENA2050 كمنظمة مجتمع مدني في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تسعى لحل مشاكل المنطقة وصياغة وتنفيذ مشاريع تنموية تتيح لمواطني المنطقة حياة أفضل وأكثر كرامة. ويضم أعضاء من كل دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تقريبًا، بما في ذلك الدول العربية وغير العربية. السمة الرئيسية التي تتميز بها مبادرة MENA2050 هي أنها نابعة من داخل المنطقة ومن عموم المنطقة، وهو ما يميزها عن جهود المجتمع المدني الخارجية، أو تلك التي تنتمي إلى داخل المنطقة ولكن عضويتها محدودة.

يعيش معظم أعضاء MENA2050 في المنطقة، ويعيش العديد منهم في البلدان الأكثر تضررًا من حرب غزة المستمرة. وقد خلق هذا الأمر رغبة جوهرية قوية في الاستعداد لليوم الذي تنتهي فيه الحرب من خلال اقتراح وتحليل المشاريع التي يمكن أن تساهم في تحقيق سلام إقليمي دائم ومزدهر. تم تشكيل فريق مشروع لهذا الغرض.

وتتمثل الفكرة الأساسية للمشروع في استخدام المشاركة المكثفة لأصحاب المصلحة (من خلال المقابلات) لوضع قائمة بالإصلاحات الإقليمية الرئيسية في مرحلة ما بعد الأزمة التي تستحق النظر فيها من قبل أصحاب النفوذ الرئيسيين في المنطقة. ستصدر النتائج في سلسلة من النشرات الإخبارية التي تصدر كل أسبوعين (مذكرات بحثية) تنقل ما تعلمه فريق البحث من المقابلات التي أجريت في تلك الفترة. في نهاية الأشهر الستة المخصصة للمشروع، وبعد إجراء حوالي 100 مقابلة ونشر حوالي 10 مذكرات بحثية، سيتم إصدار تقرير كامل مع موجز سياسات مصاحب.

تلاحظ MENA2050 بسعادة أن العديد من المنظمات تبذل جهودًا موازية لوضع رؤى ما بعد غزة للمنطقة. إن تعقيد المشاكل التي تواجهها المنطقة يعني أن هناك حاجة إلى توظيف العديد من العقول في تطوير الحلول، وتتضاعف قيمة هذه الجهود من خلال مشاركة مجموعة متنوعة من أصحاب المصلحة. ومع ذلك، يجدر تسليط الضوء على ما يميز جهود MENA2050: طبيعتها المحلية والشاملة في آنٍ واحد، حيث أن جميع الأعراق والأديان والمذاهب والأمم تقريبًا لها تمثيل في المشروع والمنظمة. في حين أن المشاريع التي تقودها جهات خارجية هي إضافات مرحب بها إلى الجهود الجماعية الموجهة نحو مستقبل المنطقة، إلا أن المبادرات المحلية يجب أن تكون في صميم أي حل طويل الأجل إذا ما أريد لها أن تكون مشروعة وقابلة للتطبيق.

إن الجمهور المستهدف من الملاحظات البحثية والتقرير النهائي هو – أولاً وقبل كل شيء – أي شخص مقيم في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يرغب في المساهمة في مستقبل أكثر ازدهاراً للمنطقة. علاوة على ذلك، نأمل أيضًا أن يجد صانعو السياسات والممارسون والمجتمع البحثي الأوسع نطاقًا أن تكون مخرجاتنا مفيدة. وبطبيعة الحال، وبالنظر إلى مدى الترابط الذي أصبح عليه العالم، فإن أولئك الذين من خارج شواطئنا والمهتمين بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا قد يجدون قيمة في مخرجاتنا.