في يونيو 2024، كان لي شرف تمثيل مبادرة MENA2050 كمتحدث في الأكاديمية الصيفية للقادة الشباب التي عقدت في جامعة بون. ركز العرض الذي قدمته على وجه التحديد على أزمة المياه في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وهو تحدٍ ملحّ يفاقم انعدام الأمن الغذائي ويدفع إلى الهجرة البشرية، لا سيما في مناطق النزاع.
أود أن أشارككم جوهر العرض التقديمي أدناه.

التحدّي: أزمة المياه في اليمن
تُعد أزمة المياه في اليمن بمثابة دراسة حالة بالغة الأهمية، حيث توضح العواقب الوخيمة لعدم كفاية إدارة المياه وتغير المناخ. فقد وصلت ندرة المياه في اليمن إلى مستويات طارئة تهدد سبل عيش الملايين وتؤثر بشكل كبير على الصحة العامة. ولا يقتصر الشعور بآثار هذه الأزمة داخل اليمن فحسب، بل تمتد آثارها إلى جميع أنحاء المنطقة، مما يزيد من التوترات ويعقد جهود حل النزاعات.
وقد أوضحت في عرضي التقديمي النقاط الرئيسية التالية:
1. التأثير على الفئات السكانية الضعيفة: تؤثر أزمة المياه بشكل غير متناسب على الفئات المهمشة، لا سيما النساء والشباب. ففي مناطق مثل الأهواز، تتحمل النساء والشباب العبء الأكبر من ندرة المياه، حيث يواجهون صعوبات اقتصادية وتهميشاً اجتماعياً.
2. مسارات إلى المرونة: ناقشت الحاجة إلى ممارسات الإدارة المستدامة للمياه والاستثمار في أنظمة المياه المرنة. ويشمل ذلك الترويج لمصادر الطاقة البديلة وتعزيز الشراكات المؤسسية التي يمكن أن تدفع الابتكار.
3. التوصيات المتعلقة بالسياسات:
– تعزيز الأمن المائي: ينبغي للحكومات والمنظمات أن تعطي الأولوية للاستثمارات في مشاريع تعزيز الأمن المائي وتطوير البنية التحتية.
– تمكين المجتمعات المحلية: إشراك السكان المحليين، ولا سيما النساء والشباب، في عمليات صنع القرار لضمان أن تكون الحلول فعالة ومنصفة.
4. التعاون وحل النزاعات: أكدت على أهمية التعاون الإقليمي في معالجة الموارد المائية المشتركة. ويمكن أن يساعد إنشاء قنوات دبلوماسية للتعاون في التخفيف من مخاطر الصراع على ندرة المياه.
مثال على الابتكار: استخدام تكنولوجيا تحلية المياه
ويتمثل أحد الأساليب المبتكرة لمعالجة ندرة المياه التي نوقشت خلال المؤتمر في تطبيق تكنولوجيا تحلية المياه. ففي العديد من بلدان منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وفرت التطورات في عمليات تحلية المياه حلاً عملياً لتحويل مياه البحر إلى مياه صالحة للشرب.
على سبيل المثال، استثمرت بلدان مثل المملكة العربية السعودية بكثافة في محطات تحلية المياه على نطاق واسع لا توفر مياه الشرب فحسب، بل تدعم الاحتياجات الزراعية أيضاً. وتستخدم هذه المرافق تقنيات موفرة للطاقة، مثل التناضح العكسي وتحلية المياه بالطاقة الشمسية، مما يقلل بشكل كبير من التكاليف والأثر البيئي. ومن خلال تسخير مصادر الطاقة المتجددة المحلية، يمكن لهذه المشاريع أن تساعد في التخفيف من اعتماد المنطقة على الموارد غير المتجددة مع تعزيز الأمن المائي.
الخاتمة: دعوة للعمل
أكدت المناقشات التي دارت في أكاديمية القادة الشباب على الحاجة الملحة لاتخاذ إجراءات بشأن أزمة المياه في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. فمن خلال التركيز على الحلول المستدامة وتمكين الفئات الضعيفة من السكان، يمكننا خلق مسارات نحو الاستقرار والازدهار، ويمكن أن يكون دمج التقنيات المبتكرة مثل تحلية المياه نموذجًا للبلدان الأخرى التي تواجه تحديات مماثلة. وبينما نمضي قدمًا، آمل أن تلهم الأفكار المستقاة من هذا العرض التقديمي صانعي السياسات والمنظمات والقادة الشباب للعمل بشكل تعاوني في وضع استراتيجيات مبتكرة تعالج أزمة المياه وآثارها المتتالية على الأمن الغذائي وحقوق الإنسان.