معالجة أزمة المياه في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: رؤى من أكاديمية القادة الشباب

في يونيو 2024، كان لي شرف تمثيل مبادرة MENA2050 كمتحدث في الأكاديمية الصيفية للقادة الشباب التي عقدت في جامعة بون. ركز العرض الذي قدمته على وجه التحديد على أزمة المياه في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وهو تحدٍ ملحّ يفاقم انعدام الأمن الغذائي ويدفع إلى الهجرة البشرية، لا سيما في مناطق النزاع.
الدبلوماسية الاستراتيجية في مجال الذكاء الاصطناعي: كيف تشير زيارة الشيخ طحنون إلى واشنطن إلى تحالف تقني إماراتي أمريكي وتخفيف للضغوط الجمركية

بقلم: الدكتورة نجاة السعيد
في ظل التحولات المتسارعة في مشهد القوى العالمية، جاءت زيارة سمو الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان إلى العاصمة الأميركية واشنطن، خلال الفترة من 18 إلى 24 مارس 2025، لتجسد أكثر من مجرد مناسبة دبلوماسية؛ فقد شكلت إعلانًا مقصودًا لإعادة تموضع دولة الإمارات عند تقاطع التحول التكنولوجي وإعادة الاصطفاف الجيوسياسي.
سمو الشيخ طحنون، الذي يشغل منصب مستشار الأمن الوطني ورئيس مجلس إدارة شركة MGX، لم يكن مجرد زائر رسمي، بل مبعوثًا استراتيجيًا يسعى إلى تشكيل نموذج جديد من التحالفات، قائم على الذكاء الاصطناعي.
وفي وقت تخوض فيه الولايات المتحدة والصين سباقًا محتدمًا على الهيمنة في مجال الذكاء الاصطناعي، تبنت الإمارات استراتيجية استثمارية طموحة في هذا القطاع، مما جعلها شريكًا محوريًا في النظام العالمي الجديد القائم على التكنولوجيا.
أكد سمو الشيخ طحنون هذا التوجه بقوله: “الذكاء الاصطناعي ليس قطاعًا مستقبليًا، بل هو البنية الأساسية لمصيرنا المشترك”، وهو ما يعكس إدراك الإمارات بأن القيادة الرقمية أصبحت معيار الصدارة الوطنية والقدرة على الصمود.
خلال زيارته، عقد سمو الشيخ طحنون اجتماعات رفيعة المستوى مع أبرز شخصيات منظومة الابتكار الأميركية، من أمثال إيلون ماسك، وجيف بيزوس، وساتيا ناديلا، وجينسن هوانغ، في إشارة واضحة إلى نية الإمارات الاندماج العميق في سلسلة التوريد ذات القيمة الأميركية في مجال الذكاء الاصطناعي. وقد تُوجت هذه اللقاءات بالإعلان عن إطار استثماري إماراتي-أميركي بقيمة 1.4 تريليون دولار، وهو ليس التزامًا ماليًا فحسب، بل إشارة سياسية بأن الإمارات عازمة على جعل استراتيجيتها التنموية جزءًا من مسار الابتكار الأميركي.
وفي ظل موجة الحماية الاقتصادية وعودة السياسات الجمركية المتشددة، يأتي هذا الانخراط القائم على الذكاء الاصطناعي ليحقق هدفين في آن واحد: تعظيم نفوذ الإمارات الإقليمي والدولي، وفي الوقت ذاته حمايتها من الهشاشة الاقتصادية التي تصيب شركاء تجاريين آخرين. من خلال مساهمتها في البنية التحتية الاستراتيجية للذكاء الاصطناعي الأميركي وتعزيزها، لم تعد الإمارات تُرى كمجرد شريك تجاري عادي، بل أصبحت شريكة محورية في هيكل الأمن القومي والاقتصادي الأميركي.
وقد عبّر نائب الرئيس الأميركي، جي دي فانس، عن هذه الحقيقة الجديدة بقوله: “تمتلك الولايات المتحدة كل مكونات منظومة الذكاء الاصطناعي، من أشباه الموصلات إلى الخوارزميات المتقدمة. وشركاء مثل الإمارات يساعدون في إبقاء هذا النظام مرنًا، لا مركزيًا، وقادرًا على الصمود”.
في هذا السياق، فإن فرض أي رسوم جمركية على الإمارات يُعد تقويضًا لمنظومة الصمود التي تسعى واشنطن نفسها إلى تحصينها.
ويأتي هذا التحول في سياق تاريخي مهم، إذ لطالما ارتبط نفوذ الخليج بالنفط والثروات السيادية، إلا أن الإمارات تعيد تعريف نفوذها من خلال البنية التحتية الرقمية، والهندسة السحابية، والسيادة الرقمية. والشراكة مع شركتي مايكروسوفت وCore42 تعكس هذا التحول بوضوح، إذ تعمل على تثبيت الإمارات كلاعب أساسي في شبكات العولمة القادمة.
ومن خلال تقاربها مع الولايات المتحدة في ما يمكن وصفه بـ “الحرب الباردة التقنية”، تبعث الإمارات أيضًا برسالة جيوسياسية واضحة وإن كانت غير معلنة. فهي، وإن حافظت على علاقاتها الاقتصادية مع الصين، تُلمّح إلى أن أمنها الاستراتيجي طويل المدى، وحوكمة الابتكار، واتساق القيم، كلها ترتبط بالتحالف مع واشنطن. وبهذا التوازن، تتجنب الإمارات الانجرار إلى مواجهة أيديولوجية، وتبني في الوقت نفسه شبكة حماية ضد الصدمات الاقتصادية، بما فيها الرسوم الجمركية.
إن زيارة الشيخ طحنون تمثل نموذجًا جديدًا للدبلوماسية في منتصف القرن الحادي والعشرين. هي محور التحركات الدبلوماسية، بل ضمان الاستقرار طويل المدى من خلال التشابك التكنولوجي. فالرهان الإماراتي على الدبلوماسية المرتكزة على الذكاء الاصطناعي ليس مجرد استعراض للقوة الناعمة، بل هو بوليصة تأمين استراتيجية. ومن خلال تموضعها كمؤلف مشارك في مستقبل الذكاء الاصطناعي، لا تكتفي الإمارات بالتكيف مع التحولات العالمية، بل تسعى إلى صناعتها.
ومع دخول العالم عصراً جديدًا تُقاس فيه القوة لا بالموارد الطبيعية أو الأسلحة، بل بقدرة الوصول إلى السحابة الرقمية والسيادة على الخوارزميات، وحوكمة البيانات، فإن الرؤية الاستراتيجية لدولة الإمارات تشكل نموذجًا يُحتذى به لبقية دول منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. فمن يدمج نفسه في جوهر التحالفات الرقمية العالمية، لن ينجو من الصدمات الاقتصادية فحسب، بل سيكون شريكًا في رسم قواعد النظام العالمي الجديد.
الاستفادة من منظمة أوبك لتعزيز التعاون في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

فريق الرؤية الإقليمية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا 2050 مذكرة رأي الاستفادة من منظمة أوبك لتعزيز التعاون في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تشرين الثاني/نوفمبر 2024 المؤلفون: عمر العبيدلي، وليال الغوزي، ونورة العزيبي، وأرنون بيرسون، ونور الجلال، وبن جريشيف، ومونيا يوسف، بدعم من شركة شات غبت في كتابة بعض المقاطع وإجراء البحوث الأساسية. إخلاء المسؤولية: […]
انتقال الصورة الإقليمية البسيطة إلى منحوتة إقليمية معقدة

بين عامي 2002 و2022، كانت الصورة الجيوستراتيجية لمنطقة الشرق الأوسط واضحة نسبيًا. كانت هناك ألوان واضحة من “المعسكرات” و”الأطراف”: إيران كعدو للجميع تقريبًا؛ والوجود الأمريكي في العراق (على أساس المصالح الإقليمية)؛ ومبادرة السلام العربية كقوة تغيير في الدبلوماسية الإسرائيلية العربية، والربيع العربي واتفاقات إبراهيم – كل ذلك خلق صورة ثنائية الأبعاد للتحالفات المحتملة، مع وجود مصالح مشتركة ودوافع منطقية للتعاون.
المنظورات الشرق أوسطية 2: التعاون الإقليمي والتنمية

كتب الكاتب الإسرائيلي كوبي هوبرمان مقالاً نُشر بالتزامن مع مقالي السابق تحت نفس العنوان. وقد نُشر مقال هوبرمان على موقع مبادرتنا الشرق أوسطية MENA2050. ويناقش المقالان جانبين أساسيين: التحول في المشهد السياسي في الشرق الأوسط من عام 2002 إلى عام 2022، والحاجة إلى إعادة صياغة وجهات النظر في إطار ثلاثي الأبعاد لمواجهة التحديات بشجاعة. ويشمل ذلك إعادة صياغة عملية السلام في الشرق الأوسط من منظور التعاون والتضامن الإقليمي، بما يعود بالنفع على جميع شعوب المنطقة. ومع الإقرار بالتحديات الأمنية التي تواجهها المنطقة، من الضروري عدم المبالغة في التركيز عليها على حساب دعم المبادرات التنموية التي تساهم في الاستقرار. وهناك العديد من الأمثلة التي توضح هذه النقطة، مثل مبادرات الكهرباء مقابل المياه التي تشارك فيها الإمارات العربية المتحدة والأردن وإسرائيل. كما أن مبادرة صندوق الثروة السيادية السعودي للاستثمار المباشر في العراق بقطاعاته المختلفة، وكذلك التعاون الإقليمي المتعدد الأطراف في نقل الكهرباء إلى لبنان وربط العراق بالشبكة الكهربائية الخليجية، يسلط الضوء على إمكانات التعاون الإقليمي وأثره الإيجابي على التنمية.
وجهات نظر شرق أوسطية

يعتبر حضور مؤتمر هرتسيليا، أو “هرتسيليا” كما ينطقها البعض، محطة جديدة في استكشاف وفهم أطياف السياسة الإسرائيلية والإسرائيليين، وكذلك من حضروا أو شاركوا في جلساته. وكان الاستقصاء هو مفتاح كل النقاشات لفهم تفاصيل المقاربات الأخيرة تجاه المنطقة (الصينية/الأميركية) والتحولات المحتملة التي قد تنتج عنها في التوازنات الإقليمية. وعلى الرغم من تنوع وجهات النظر الإسرائيلية، إلا أن الهاجس الأمني يبقى الهاجس الأمني هو المحرك الأساسي والحاكم لنظرتها الإقليمية، يليه تطوير ما أرسته اتفاقيات إبراهيم. وثالثها تحقيق “التطبيع” مع المملكة العربية السعودية، وهو ما يتجلى في حثهم الحليف الأميركي على توظيف كل ثقله السياسي مع الرياض لتحقيق ذلك. أما القوة الدافعة الثانية فهي الوضع السياسي غير المستقر في إسرائيل الذي “يصد” أي إمكانية لمثل هذا التقارب، رغم عدم حساب تكاليف أو عواقب مثل هذا التوجه من الجانب الإسرائيلي، أو فهم واستيعاب أولويات الرياض من منظورها السعودي والإسلامي.
إنشاء لجنة العمل المناخي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا 2050: العمل نحو مستقبل أكثر اخضراراً

إن تغير المناخ ليس مجرد شاغل بيئي، بل هو تحدٍ متعدد الأوجه يؤثر على العوامل الاجتماعية والاقتصادية والصحة العامة وحتى الاستقرار الجيوسياسي. إن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على وجه الخصوص معرضة بشدة للآثار السلبية لتغير المناخ. فمع مناخها الجاف والنمو السكاني السريع والتفاوتات الاجتماعية والاقتصادية، تواجه المنطقة مخاطر كبيرة مثل زيادة التصحر وندرة المياه والظواهر الجوية المتطرفة وارتفاع منسوب مياه البحر. ولمواجهة هذه التحديات واغتنام الفرص المتاحة للتعاون الإقليمي، تم إنشاء لجنة العمل المناخي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا 2050.
الإبحار في البحار الهائجة: منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ترسم مساراً نحو التعاون.

إن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، الغنية بالثقافة والتاريخ والموارد، هي منطقة ذات تنوع وتعقيد ملحوظين. وقد حفز موقعها الجيوستراتيجي كلاً من الصراع والتنافس بين القوى الإقليمية والتأثيرات العالمية التي غالباً ما أدت إلى زعزعة الاستقرار. وقد ساهم هذا الترابط المعقد من العوامل في التحديات الفريدة التي تواجهها المنطقة، مما يجعلها حالة مميزة وسط الاتجاه العالمي المتزايد نحو الترابط والاعتماد المتبادل. ويمكن أن يؤدي الترابط العالمي المتزايد إلى تفاقم حالة عدم الاستقرار في مناطق مثل منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التي تعاني من التشرذم الداخلي في الوقت الذي تحاول فيه إيجاد طريق للتعاون الشامل. وتؤكد الآثار السلبية للقضايا العالمية مثل الأوبئة والنزاعات على أن هذا الترابط يمكن أن يكون له عواقب سلبية. إن الاستفادة من تجارب المناطق الأخرى، الإيجابية منها والسلبية على حد سواء، أمر بالغ الأهمية لرحلة منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا نحو التعاون.
لماذا انضممت إلى MENA2050؟

عندما يكون الصراع الطائفي عنيفًا ومستعصيًا، فمن الجدير أن نفكر فيما إذا كان من الممكن أن يصبح حله أقل استحالة إذا غيرنا وجهة نظرنا.
لقد انتهت “المشاكل” في أيرلندا الشمالية عندما بدأ الناس ينظرون إلى السياق باعتباره شيئًا أوسع من مجرد صراع بين البروتستانت المؤيدين لبريطانيا والكاثوليك المؤيدين لإيرلندا داخل أيرلندا الشمالية. لقد بدأنا ندرك أن مشكلة العلاقات التاريخية المضطربة شملت أيضًا العلاقات بين الشمال والجنوب في أيرلندا، وبين بريطانيا وأيرلندا. إن معالجة هذه المجموعات الأوسع من العلاقات داخل سياق الاتحاد الأوروبي، وبنهج أمريكي إيجابي، أدى إلى اتفاقية بلفاست / الجمعة العظيمة في عام 1998، ومهما كانت الصعوبات السياسية، لم يكن هناك تهديد خطير منذ ذلك الحين بالعودة إلى عنف الماضي.
مقابلة حصرية: د. حكيمة الحيطي تتحدث عن تغير المناخ ورؤى حول مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين

في مقابلة حصرية أجرتها ماريا معلوف، تعرّف على وجهات نظر الدكتورة حكيمة الحيطي، الرئيسة الموقرة للجنة تغير المناخ في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا 2050، حول مواضيع تغير المناخ وحدث مؤتمر الأطراف القادم COP28. يستكشف الحوار دور دولة الإمارات العربية المتحدة كمضيف للحدث، وردود الفعل الغربية على الحدث، ونتائج مؤتمر الأطراف السابع والعشرين. بالإضافة إلى ذلك، يتطرق الحوار إلى جوانب الطاقة المتجددة في الولايات المتحدة الأمريكية وشراكتها مع دولة الإمارات العربية المتحدة في سياق تغير المناخ. كما تقدم الدكتورة الحيطي نظرة ثاقبة على النهج الذي يتبعه المغرب في معالجة قضايا المناخ، مستفيدة من خبرتها كوزيرة سابقة للبيئة في المغرب. تقدم هذه المقابلة نظرة ثاقبة للتحديات والفرص في سياق مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين.