إنشاء لجنة العمل المناخي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا 2050: العمل نحو مستقبل أكثر اخضراراً

إن تغير المناخ ليس مجرد شاغل بيئي، بل هو تحدٍ متعدد الأوجه يؤثر على العوامل الاجتماعية والاقتصادية والصحة العامة وحتى الاستقرار الجيوسياسي. إن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على وجه الخصوص معرضة بشدة للآثار السلبية لتغير المناخ. فمع مناخها الجاف والنمو السكاني السريع والتفاوتات الاجتماعية والاقتصادية، تواجه المنطقة مخاطر كبيرة مثل زيادة التصحر وندرة المياه والظواهر الجوية المتطرفة وارتفاع منسوب مياه البحر. ولمواجهة هذه التحديات واغتنام الفرص المتاحة للتعاون الإقليمي، تم إنشاء لجنة العمل المناخي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا 2050.

الرؤية الطموحة لممر عابر للقارات:

ربط الهند بأوروبا عبر الشرق الأوسط. ناقش إيلي بار-أون، المدير التنفيذي لمؤسسة MENA2050، في مقطع الفيديو الذي نشره مؤخراً الإعلان الرائع في قمة مجموعة العشرين بشأن مشروع البنية التحتية الضخم الذي سيمتد من الهند عبر الشرق الأوسط إلى أوروبا. لا شك أن هذه الأخبار رائعة لمنطقتنا وتبشر بمستقبل حافل بالفرص والتقدم. فهذا المشروع، الذي يجمع بين السكك الحديدية وطرق الشحن وخطوط أنابيب الطاقة وكابلات البيانات، يحمل في طياته مستقبلاً واعداً لمنطقتنا.

بيان لجنة العمل المناخي بشأن إنجازات مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين

ومن خلال لجنة العمل المناخي التابعة لها، تشيد مبادرة مينا 2050 بعمل مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين وتشيد بدعوته غير المسبوقة إلى التحول بعيدًا عن الوقود الأحفوري. وتدعو مبادرة مينا 2050 المجتمع الدولي إلى مواصلة البناء على الإنجاز الذي حققته رئاسة الإمارات العربية المتحدة. فبعد المغرب، الذي أنتج شراكة مراكش في عام 2016، ومصر بقرار إنشاء آلية الخسائر والأضرار في عام 2022، أظهرت الإمارات العربية المتحدة مشاركة المنطقة في التكيف والتخفيف من تغير المناخ؛ ويعد إعلان الزراعة المستدامة الذي وقعته أكثر من 150 دولة مثالاً آخر.

التعاون الإقليمي وحده قادر على حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني

إن مستقبل الشرق الأوسط لا يعتمد فقط على سلامة الحدود، بل وأيضاً على قدرتنا على اتخاذ خطوة جريئة وتشكيل رؤية إقليمية مشتركة. وما زال القتال العنيف في غزة مستمراً في أعقاب الهجوم الذي شنته حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول. وما زال أكثر من 130 رهينة إسرائيلياً محتجزين لدى حماس، وما زال الثمن الباهظ الذي يتحمله أهل غزة في تزايد. وفي الوقت نفسه، تتصاعد التوترات في أماكن أخرى من المنطقة، من اليمن إلى لبنان إلى العراق، مما يزيد من احتمالات امتداد الصراع إلى المنطقة. وفي ظل هذا المناخ، قد يبدو الأمر سابقاً لأوانه، ولكن التخطيط لفترة ما بعد الصراع لابد أن يبدأ الآن.