المنظورات الشرق أوسطية 2: التعاون الإقليمي والتنمية

كتب الكاتب الإسرائيلي كوبي هوبرمان مقالاً نُشر بالتزامن مع مقالي السابق تحت نفس العنوان. وقد نُشر مقال هوبرمان على موقع مبادرتنا الشرق أوسطية MENA2050. ويناقش المقالان جانبين أساسيين: التحول في المشهد السياسي في الشرق الأوسط من عام 2002 إلى عام 2022، والحاجة إلى إعادة صياغة وجهات النظر في إطار ثلاثي الأبعاد لمواجهة التحديات بشجاعة. ويشمل ذلك إعادة صياغة عملية السلام في الشرق الأوسط من منظور التعاون والتضامن الإقليمي، بما يعود بالنفع على جميع شعوب المنطقة. ومع الإقرار بالتحديات الأمنية التي تواجهها المنطقة، من الضروري عدم المبالغة في التركيز عليها على حساب دعم المبادرات التنموية التي تساهم في الاستقرار. وهناك العديد من الأمثلة التي توضح هذه النقطة، مثل مبادرات الكهرباء مقابل المياه التي تشارك فيها الإمارات العربية المتحدة والأردن وإسرائيل. كما أن مبادرة صندوق الثروة السيادية السعودي للاستثمار المباشر في العراق بقطاعاته المختلفة، وكذلك التعاون الإقليمي المتعدد الأطراف في نقل الكهرباء إلى لبنان وربط العراق بالشبكة الكهربائية الخليجية، يسلط الضوء على إمكانات التعاون الإقليمي وأثره الإيجابي على التنمية.
وجهات نظر شرق أوسطية

يعتبر حضور مؤتمر هرتسيليا، أو “هرتسيليا” كما ينطقها البعض، محطة جديدة في استكشاف وفهم أطياف السياسة الإسرائيلية والإسرائيليين، وكذلك من حضروا أو شاركوا في جلساته. وكان الاستقصاء هو مفتاح كل النقاشات لفهم تفاصيل المقاربات الأخيرة تجاه المنطقة (الصينية/الأميركية) والتحولات المحتملة التي قد تنتج عنها في التوازنات الإقليمية. وعلى الرغم من تنوع وجهات النظر الإسرائيلية، إلا أن الهاجس الأمني يبقى الهاجس الأمني هو المحرك الأساسي والحاكم لنظرتها الإقليمية، يليه تطوير ما أرسته اتفاقيات إبراهيم. وثالثها تحقيق “التطبيع” مع المملكة العربية السعودية، وهو ما يتجلى في حثهم الحليف الأميركي على توظيف كل ثقله السياسي مع الرياض لتحقيق ذلك. أما القوة الدافعة الثانية فهي الوضع السياسي غير المستقر في إسرائيل الذي “يصد” أي إمكانية لمثل هذا التقارب، رغم عدم حساب تكاليف أو عواقب مثل هذا التوجه من الجانب الإسرائيلي، أو فهم واستيعاب أولويات الرياض من منظورها السعودي والإسلامي.